في العشرين من ذي القعدة

24]في العشرين من ذي القعدة في السنة 1408للهجرة ، قرر الحاج محمد بن رضا أن يجدد حجة،ولكن الخوف قد ملئ قلبه وجعله مترددًا؛ حيث انه يسكن بين جارين سيئي الخلق ومعروفين بسرقة المنازل وإيذاء الجيران ، وبعد ليله طويله من التفكير كيف يؤمن على اهله من هؤلاء الجيران ومن يوصيه برعايتهم في غيابه؟
ولقلة حيلته لجأ الى جاريه عله يأمن شرهما قائلًا لهما: قد عزمت السفر يا جيراني، وسأترك بيتي امانه عندكم.
رحبوا بطلبه وغمرهم الفرح والسرور لحسن ظنه بهم لأنهم لم يتوقعوا هذا الطلب من احد قائلين:توكل على الله ولا تخف على بيتك ولا أهل بيتك فهم أمانه في عنقنا حتى تجرع بإذن الله.
ولكنه كان لا يزال خائفا من أن يغتنموا الفرصه ويعتدون على بيته في غيابه وايام الحج طويله فمن المعين له في محنته؟ وضع خوفه جانبا وتوكل على الله مردِدا في نفسه من توكل على الله فهو حسبه.
وسافر الحاج محمد تاركًا اهله في خوف وقلق، فإذا بالجارين يطرقان الباب كل يوم؛ للاطمئنان عليهم وتفقد احوالهم واحتياجاتهم؛ فقد فرحا كثيرا بحسن ظن الحاج محمد بهما وأعجبهما أن يكونا حافظين للامانه ورأوا بأنها أفضل من الخيانه وتغيرت أحوالهم فأصبحا من أحسن الناس خلقا في البلده.
وعند عودة الحاج محمد أخبروه أهله بما قد قام به الجاران من مساعدات ورعايه، فغمرته السعاده وشكر الله تعالى ثم توجه إليهما بالشكر والإمتنان